الأخطبوطات هي أقدم سكان كوكبنا، وكما اتضح، أذكى اللافقاريات. ورغم قصر عمرها نسبيًا - لا يتجاوز أربع سنوات - إلا أنها خلال هذه الفترة قد تصل إلى أحجام هائلة وتتمتع بخصائص بيولوجية مذهلة.
كان أسلاف الأخطبوط يمتلكون دروعًا.
قبل خمسمائة مليون سنة، كان أحد أسلاف الأخطبوط البعيدين يسبح في المحيط، حاميًا نفسه من الحيوانات المفترسة بدروع. لكن مع تطور الكائنات، تلاشى هذا الدرع أمام دفاعات أخرى، فضمرت عظامه، فأصبح عضوًا عديم الفائدة.
الأخطبوط عرضة للتنويم المغناطيسي
يمكن تنويم هذه اللافقاريات بسهولة. أبسط طريقة هي حمل أخطبوط في راحة يدك، مع رفع فمه لأعلى، مع تدلي مجساته. بعد تنويمه، يمكن إجراء العديد من التلاعبات عليه دون أن يستيقظ. حتى لو سقط من ارتفاع، يبقى الأخطبوط واعيًا!
الأخطبوط العملاق
يمكن أن يصل وزن أخطبوط عملاق إلى 50 كيلوغرامًا وطوله تسعة أمتار. وبلغ وزن أكبر عينة منه 198 كيلوغرامًا! لو فُتحت مجساته، لكان عرض أخطبوط كبير يقارب 10 أمتار، أي ما يعادل ارتفاع مبنى من ثلاثة طوابق. يحتوي كل مجسّ على مئات من الممصات التي تعمل بشكل مستقل. يمكن للممصات الواحدة أن تزن ما يصل إلى 100 غرام.
الأخطبوط قادر على تغيير لونه
من السمات المذهلة لهذه الحيوانات قدرتها على التمويه. ففي لحظة، يستطيع الأخطبوط تغيير لونه تمامًا. إنه بارع في التلوين، ويمكنه أن يتبنى ألوان مجموعة واسعة من الحيوانات والنباتات والملاجئ التي يختبئ فيها.
يحدث تغير اللون عند تغير مزاج الحيوان فجأة. فعندما يكون الأخطبوط في حالة راحة، يتلون جسمه بدرجات مختلفة من اللون البني، متناغمًا مع محيطه. أما عندما يكون خائفًا، فيتغير لونه إلى الأبيض. وعندما يغضب، تسود درجات اللون الأحمر.
يرتبط تغير لون الأخطبوط ارتباطًا مباشرًا ببصره. فإذا فقد بصره تمامًا، لا يستطيع تغيير لون جلده. وإذا كانت إحدى عينيه عمياء، يفقد نصف جسمه هذه الوظيفة.
جلده يتغير الملمس
قدرات الأخطبوط مذهلة! فهو لا يغير لونه فحسب، بل قوامه أيضًا. فبنية أنسجته تحت الجلد تجعل جسمه يبدو متكتلًا عند الحاجة. والأخطبوط هو الحيوان الوحيد في العالم الذي يمتلك هذه القدرة.
يشعر الأخطبوط بالعالم من خلال مخالبه.
ممصات الأخطبوط متعددة الوظائف. فهي تلتقط الفريسة وتمسكها وتوجهها مباشرة إلى منقارها. علاوة على ذلك، يستخدم الحيوان الممصات الموجودة على مجساته لتحديد مدى ملاءمة الفريسة المصطادة وصلاحيتها للأكل.
يمكنه التمييز بين الألوان من خلال جلده.
يبدو أن الأخطبوطات ترى بكامل جسمها دفعةً واحدة. يحتوي جلدها على أصباغ شديدة الحساسية تُسمى الكروماتوفورات، وتوجد عادةً في شبكية العين. تتمدد هذه الأصباغ استجابةً للضوء، حتى عندما يسقط الضوء على الجلد فقط، تاركًا عيني الحيوان سليمتين.
تتمدد الخلايا الكروماتوفورية بسرعة وتنبض بإيقاع منتظم عند تعرضها للضوء الأبيض الساطع. يُسبب الضوء الأحمر انقباضات عضلية منتظمة ولكن بطيئة. وهي أكثر حساسية للضوء الأزرق.
لقمة لذيذة
بعض الدول المطلة على البحر تأكل الأخطبوطات حية. كما تُستخدم في تحضير أطباق يومية مثل التاكوياكي والسوشي.
يُعد لحم الأخطبوط مصدرًا جيدًا للبروتين سهل الهضم. كما أنه غني بفيتاميني ب3 وب12، بالإضافة إلى المعادن النزرة مثل البوتاسيوم والفوسفور والسيلينيوم.
الأخطبوط ليس لديه مخالب، بل لديه أذرع.
للأخطبوط ثمانية أذرع، يُطلق عليها الكثيرون اسم المجسات. لكل ذراع عدد كبير من الممصات (حوالي ألفي ممص)، مرتبة في صفوف. يتكون كل ذراع من صف إلى ثلاثة صفوف. تتصل الأذرع نفسها بغشاء رقيق.
يمكن لكل ممصّة من أخطبوط بالغ أن تتحمل وزنًا يصل إلى 100 غرام. تحتوي أطراف الأخطبوط على عدد هائل من الخلايا العصبية، يفوق الدماغ بعدة مرات.
أحد أذكى الحيوانات في العالم
تتميز الأخطبوطات، من بين اللافقاريات التي تعيش في البحار والمحيطات، بقدراتها العقلية.
الحقائق التي يعتمد عليها العلماء للوصول إلى مثل هذه الاستنتاجات:
- يمكن تدريب الأخطبوطات وترويضها؛
- لديك ذاكرة جيدة؛
- القدرة على التمييز بين الأشكال الهندسية؛
- التعرف على الشخص الذي يطعمهم؛
- في حالة الخطر، فإنها تصدر بقعة حبر، والتي يمكن أن تكون على شكل الأخطبوط، مما يضلل العدو.
الأخطبوطات حيوانات ضخمة وقوية بشكل مذهل، ذات أدمغة متطورة للغاية، ويمكن تدجينها. كم من الاكتشافات المذهلة سيكشفها العلم؟



