كثيرًا ما يستخدم الناس تعبيراتٍ ووحداتٍ لغويةً متنوعةً تتعلق بالحيوانات في أحاديثهم. بهذه الطريقة، يُعرّف المتحدث موقفًا معينًا أو شخصًا آخر بحيوانٍ معين. تُقدّم هذه المقالة بعض العبارات التي من المثير للاهتمام استكشاف معانيها.
مثل الماء على ظهر البطة
تعود جذور هذا التعبير إلى الماضي البعيد. حتى في العصور القديمة، كان المعالجون والأطباء والآباء المهتمون يرددون كلمات مماثلة أثناء غسل أطفالهم في الحمامات، أملاً في إنقاذهم من شتى أنواع المصائب والأمراض. كان الناس يعتقدون أن مثل هذا التعويذة يحمي أطفالهم من أي مرض.
في هذه الحالة، تُقارن هذه الحالة تحديدًا بالإوزة، إذ يُغطى ريشها بزيت خاص. يتساقط الماء عن الريش كالزيت أو الشحم، دون أن يبللها إطلاقًا.
ولهذا السبب فإن التعبير "مثل الماء على ظهر البطة" ينطبق على أولئك الذين لا يهتمون بأي شيء.
مثل القطة والكلب
تُستخدم هذه العبارة لوصف الأشخاص الذين يعيشون في عداء وخلاف فيما بينهم. تشبيه القطة والكلب منطقي تمامًا: ففي عالم الحيوان، عادةً ما تكون هذه الحيوانات في صراع دائم مع بعضها البعض.
مثل الدجاجة والبيضة
ينطبق تعبير "مثل الدجاجة والبيضة" على الشخص الذي يخصص قدرًا كبيرًا من الاهتمام والوقت والطاقة لحدث أو عمل ما.
من المهم فهم معنى وضع الدجاجة للبيض. قبل وضع البيض مباشرةً، تُصدر الدجاجة نقيقًا عاليًا ومُلحًّا. هذه طريقتها لإعلام الجميع بأنها مستعدة وقلقة على سلامتها. حتى لو وضعت بيضة بالفعل وقررت دجاجة أخرى طردها من العش، فإنها ستبدأ بالنقيق بصوت عالٍ مجددًا، مُعبّرةً عن استيائها وقلقها. لهذا السبب تُستخدم هذه العبارة لوصف شخص مُفرط في الاهتمام بالتفاصيل.
مثل العناكب في جرة
تُستخدم عبارة "كالعناكب في جرة" في حالات الصراع داخل الفريق أو المجموعة. قد تنشأ الخلافات لأسباب مختلفة: الحسد، الكراهية، المؤامرات، النميمة، أو الرغبة في تولي منصب قيادي.
العناكب مفصليات مفترسة. لا يمكنها التعايش بسلام طويلًا في مكان محصور. وسرعان ما تبدأ المفترسات بالعداء، ويلتهم بعضها بعضًا. وسيستمر هذا حتى يبقى الأقوى. وينطبق الأمر نفسه على البشر، فالفوز دائمًا من نصيب أحد الطرفين.
مثل سمكة في الماء
هكذا تُقارن السمكة بشخص يشعر بالثقة والراحة في موقف معين. الماء موطن طبيعي للسمكة، حيث تشعر بالراحة والسكينة. وبالمثل، يبدو الشخص الواثق، الذي يتصرف براحة في ظروف معينة، كالسمكة في الماء.
بطة طُعم
يُستخدم هذا المصطلح للدلالة على الطُعم، أي العامل المُغروس. وتُعدّ مقارنته بالبطة وثيقة الصلة هنا. كان الصيادون يضعون البط المُستأنس على الماء. وكانت البطات تتوافد على صوت الطائر، فيبدأ الصياد بإطلاق النار عليها من الشجيرات. وكانت البطة المُستأنسة بمثابة طُعم للصيد.
مثل الساق الخامسة للكلب
يُستخدم هذا المصطلح لوصف شيء غير ضروري أو زائد عن الحاجة. ويمكن استخدامه أيضًا للإشارة إلى الأشخاص غير المناسبين، مثل الكلب الذي لا يحتاج إلى رجل خامسة (مخلب). فالحيوان بطبيعته له أربع أرجل، ولم تعد الخامسة ضرورية.
دموع التماسيح
هذا التعبير يوحي بندمٍ غير صادقٍ من الشخص على ما حدث. إنه نشيجٌ مُصطنع، بكاءٌ مُصطنعٌ وغير صادق.
تعود المقارنة بالتمساح المفترس إلى العصور القديمة. كان الناس يعتقدون أن التمساح يبكي أثناء التهامه شخصًا، لكنه يستمر في التهام فريسته.
أدمغة الدجاج
لطالما اعتُبر الدجاج طائرًا غبيًا. ولذلك، يُستخدم تعبير "عقل الدجاجة" لوصف شخصٍ غبيٍّ وغير ذكي.
عمل القرد
ينطبق تعبير "عمل القرد" على العمل عديم الجدوى. قد يقوم الشخص بعمل لا يُثمر أي فائدة على الإطلاق.
استُخدمت هذه العبارة في العمل الأدبي "القرد" للكاتب آي. إيه. كريلوف. بعد أن سمعت القردة مدح الفلاح وحسدته، بدأت تُدحرج جذع شجرة. لم يُثمر "عملها" عن أي نتائج مفيدة. وبالتالي، لم تتلقَّ أي ثناء، كفلاحة. ذهب جهد القردة سدىً.












