من الصعب التقليل من أهمية دور الكلاب في حياة الإنسان. فهي تعمل كلاب إرشاد، وكلاب صيد، وكلاب حراسة. يوجد أكثر من مئة سلالة من الكلاب حول العالم، لكن العديد من أجودها نشأت في روسيا، وهي فخر البلاد.
كلب ساموييد
كلاب السامويد سلالة قديمة طورتها شعوب الشمال وسيبيريا. نشأت من تدجين الذئاب البيضاء. استخدمها سكان الشمال كرفاق صيد، وحراسة للماشية، وأحيانًا كلاب زلاجات.
تم الاعتراف بهذه السلالة رسميًا عام ١٩٥٩، ومنذ ذلك الحين، أصبحت كلاب السامويد حاضرة بانتظام في المعارض الدولية. تُعرض ضمن مجموعة سبيتز، وغالبًا ما تحصد المركز الأول في مثل هذه الفعاليات. يأسر فراءها الأبيض الناصع ووجهها الجميل قلوب المشاهدين والحكام.
كلاب السامويد ودودة بطبيعتها، وهي مناسبة للعائلات التي لديها أطفال. مع ذلك، لا تتوقع منها أن تكون مطيعة تمامًا، فهي كلاب محبة للحرية.
بلاك تيرير
يُطلق على هذه السلالة أحيانًا اسم "كلب ستالين"، على الرغم من أنها طُوّرت بعد وفاته عام ١٩٥٤. أُطلق هذا الاسم على السلالة لسبب وجيه: فقد بدأت التجارب في ثلاثينيات القرن الماضي لتطوير كلاب حراسة وخدمة بأمر من القائد العظيم. أراد جوزيف فيساريونوفيتش كلابًا تتحمل الصقيع الشديد، وتتمتع بمظهر مهيب، وسهلة التدريب.
أُجريت تجارب تربية كلاب بلاك تيرير في مربى النجمة الحمراء، وتوقفت خلال الحرب العالمية الثانية، ثم استؤنفت بعد ذلك. ولم يُوضع معيار موحد للسلالة إلا في نهاية القرن العشرين. واليوم، يُعد بلاك تيرير هجينًا بين أكثر من عشر سلالات كلاب، أهمها روت وايلر، والراعي القوقازي، ونيوفاوندلاند، والشناوزر العملاق، وأيرديل تيرير.
تعتبر كلاب هذا الصنف ودودة ولطيفة وسهلة التدريب.
كلب الراعي القوقازي
يُعدّ الراعي القوقازي من أقدم سلالات كلاب الخدمة. سلفه هو الدرواس التبتي، وقد سُمّي بهذا الاسم لأن السلالة نشأت في القوقاز، حيث وصلت إلى هناك مع قبائل الرعاة من آسيا الوسطى.
يعود تاريخ هذه الكلاب الضخمة إلى تدجين الإنسان للأغنام. في ذلك الوقت، كانت القطعان بحاجة إلى الحماية من القبائل الأجنبية أو الحيوانات المفترسة البرية. يتمتع كلب الراعي القوقازي بشجاعة فائقة، وحاسة شم وبصر قوية، وهو شديد الولاء لصاحبه، ولذلك تم اختياره كلب حراسة. علاوة على ذلك، تتميز كلاب هذا الصنف بقدرتها على تحمل الجوع والألم.
كما اعترف القادة الروس بشجاعة الراعي وشجاعته أثناء الاستيلاء على القوقاز. وظّفوا "الرعاة القوقازيين" كلاب حراسة. ولا تزال هذه الكلاب تحظى بشعبية وشهرة في العديد من البلدان.
بورزوي الروسي
انتشر هذا الصنف على نطاق واسع في عهد إيفان الرهيب. حدث ذلك بعد الاستيلاء على قازان، عندما أرسل القيصر نبلاء التتار، الذين كانوا يستمتعون بالصيد بالكلاب، ليستقروا في منطقتي كوستروما وياروسلافل.
بعد تبنيهم التقاليد الأجنبية للصيد باستخدام كلاب السلوقي، قرر النبلاء الروس تطوير سلالة تجمع بين المثابرة والسرعة والود والهدوء. وبمزج دم كلب الأيل مع السلوقي الشرقي، ابتكر النبلاء سلالة البورزوي الروسية.
تتميز هذه السلالة بسرعتها في الجري ورشاقتها وقوتها ونظرتها الثاقبة، وهي أمور ضرورية للصيد.
كلب توي تيرير روسي
ينتمي هذا الحيوان الصغير، اللعوب، والشجاع في آنٍ واحد، إلى فصيلة كلاب الترير، التي رُبّيت في العصور الوسطى لصيد الثعالب والغرير. ويُعتبر مانشستر تيرير، الذي جُلب إلى روسيا في عهد كاترين العظيمة، أقرب أقربائها المباشرين.
في القرن العشرين، عندما كانت البلاد تعاني من حروب وثورات مستمرة، كادت كلاب توي تيرير أن تنقرض بسبب الحاجة إلى الكلاب الكبيرة في روسيا. ولكن بعد الحرب الوطنية العظمى مباشرةً، شعر المربون الروس بالقلق إزاء مصير هذه السلالة، فبدأوا بالبحث في البلاد عن سلالات من كلاب تيرير.
نتيجةً لذلك، أُعيد إحياء هذه السلالة، ولكن مع تغييرات جوهرية. لم تكن هذه الكلاب مُناسبة للصيد، لكن حيويتها ومرحها منعاها من أن تُصبح كلابًا صغيرة. لذلك، عُرفت الكلاب الناتجة باسم "كلاب توي تيرير الروسية".
خمس سلالات كلاب مُطوّرة في وطننا تُعدّ من بين الأفضل عالميًا. فهي ليست رفقاءً مخلصين فحسب، بل حراس وصيادين ماهرين أيضًا.
فاسيليسا 
كارينا أفانيسيان 
يوري بيليوشكوف
3 تعليقات