كثير من محبي القطط لا يفهمون حقًا كيف يُمكن لأحد أن يكره هذه الحيوانات الجذابة. ولعلّ من لا يُشاركهم هذا الإعجاب بهذه الحيوانات الأليفة يُعيد النظر في آرائه عندما يدرك الفوائد التي تُقدمها القطط للبشر.
صحة القلب
غالبًا ما يلاحظ أصحاب الحيوانات الأليفة أن حيواناتهم الأليفة تشعر بقلق ملحوظ كلما مرض صاحبها. عندما يمسك صاحبها بقلبه أو يستلقي وهو يشعر بألم في الجانب الأيسر من صدره، عادةً ما تستلقي القطة على كتفه أو بطنه، وتصدر أصواتًا تشبه الخرخرة.
يُفسَّر اهتمام القطط بالبشر المرضى بانجذابها للإشعاعات السلبية الصادرة عن العضو المصاب. وقد أثبت العلماء أن للخرخرة ترددات تُضاهي ترددات الموجات فوق الصوتية في المستشفى. هذه "الأداة" العلاجية، إلى جانب المشاعر الإيجابية التي يتلقاها الشخص من حيوانه الأليف، تُخفف آلام القلب وتُعيد إيقاعه إلى طبيعته. كما تُشفي القطط نفسها بخرخرتها، ولهذا السبب تتعافى بسرعة من معظم الإصابات.
تهدئة الأعصاب
يتعلق الأمر بقدرة القطط على إصدار أصوات بتردد يتراوح بين 20 و44 هرتز، مما يُهدئ أصحابها. وتبين أن القطط تستخدم أيضًا "حركتها" لتطبيع حالتها النفسية، مما يساعدها على التعامل مع التوتر الذي غالبًا ما ينشأ عند تعامل البشر معها. إن خرخرة القطط لا تُهدئها فحسب، بل تُغرس فيها أيضًا مشاعر إيجابية، وتُحسّن نومها، وتُضفي جوًا من الدفء والراحة في المنزل.
يلاحظ الكثيرون أنه إذا كان لديهم طفل صغير، فإن قطتهم غالبًا ما تتسلق سريره وتحتضنه، وتصدر نفس صوت الخرخرة. بهذه الطريقة، تشعر القطة بضعف رفيقها وتسعى لتهدئته. عادةً ما ينام الأطفال الصغار أسرع بكثير مع صوت الخرخرة. ومع ذلك، لا يُنصح بالسماح للقطط بالاقتراب من الأطفال الصغار كثيرًا، لأنها قد تحمل الجراثيم والأمراض.
الضحك الذي يطيل العمر
لو كانت هناك جائزة لعدد الضحكات، فإن القطط ستحتل المركز الأول على منصة التتويج في إطالة العمر.
الإنترنت مليء بمقاطع فيديو وصور مضحكة لقطط تم التقاطها أو صدمتها في لحظات غير متوقعة. هذه الصور والفيديوهات كفيلة برسم الابتسامة على وجوه حتى أكثر الأشخاص جدية.
بما أن القطط لا تتصرف بهذه الطريقة لمجرد التظاهر، فإن كل مالك يُقدّر مهارة خط يد حيوانه الأليف. تمشي على أرجلها الخلفية، وتلعن بلغتها الخاصة، وتؤدي شقلبات دائرية بزاوية 360 درجة. كل هذا يبدو مضحكًا لدرجة أن الضحك هو رد الفعل الوحيد.
مكافحة الاكتئاب
أجرى العلماء مؤخرًا دراسةً شيقة. قرروا مراقبة مرضى نفسيين في عيادة سُمح لهم بحمل القطط ومداعبتها. كشفت التجربة أن المرضى توقفوا عن التصرف بانعزال، وأصبحوا أكثر تفاعلًا مع الحيوانات. ساعدهم همهمة القطط على التغلب على العدوانية والاكتئاب، وخفت حدة نوبات أمراضهم، مثل الفصام والعصاب والاكتئاب.
بالنسبة للأشخاص الأصحاء، تساعدهم الحيوانات الأليفة على التغلّب على الاكتئاب الناتج عن مشاكل العمل أو فشل العلاقات الشخصية. فالتواجد مع حيوان أليف يُشعر المرء بأنه يملك صديقًا لن يخونه أبدًا. تُضفي القطط على الإنسان مشاعر إيجابية كثيرة، لدرجة أن أصحابها المحبين غالبًا ما ينامون وهم يحتضنونها.
التخلص من الشعور بالوحدة
هناك صورة نمطية مفادها أن النساء العازبات والمتقاعدات فقط يقتنون القطط. هذا ليس صحيحًا تمامًا. فالأشخاص الذين يشعرون بخيبة أمل في علاقاتهم الشخصية أو العائلية أو الودية في هذه المرحلة من حياتهم يحتاجون بشدة إلى التواصل مع حيوان. تؤدي هذه الحالة إلى انسحاب مؤقت من التواصل الاجتماعي، مفضلين العزلة. مع ذلك، يقول علماء النفس إن هذه الحالة خطيرة للغاية، لذا يُنصح بتبني حيوان أليف، مثل قطة، لمن يعانون من هذه المشكلة.
تُعتبر القطط حيواناتٍ عنيدةً ومستقلة، لكنها تُحب أصحابها وتُقدم لهم الكثير من المنافع والمتعة. والأهم من ذلك، أن الحيوانات تحتاج أيضًا إلى رعاية وحب دائمين.




تعليقان