حيوانات غابة التايغا

تمتد الغابات الصنوبرية العتيقة على طول حافة التندرا القاحلة. تُوفر أشجار الأرز والتنوب والصنوبر والتنوب الغذاء والمأوى للعديد من الحيوانات. الصيف القصير هو الموسم الذي تحاول فيه الحيوانات العاشبة التهام التوت والأعشاب، بينما تطارد الحيوانات المفترسة الحيوانات الضالة أو الضعيفة لتكديس احتياطيات من الدهون قبل حلول الشتاء الطويل.

آكلات اللحوم والنباتات

الدب البني

الدببة هي سيد التايغا. ورغم مظهرها المخيف، إلا أن الدببة البنية حيوانات قارتة، بل وتفضل الأطعمة النباتية. تتغذى على الجذور والتوت، وتغزو أعشاش النحل بحثًا عن العسل واليرقات، وتصطاد الأسماك في الأنهار. الدب الجائع خطير، ففي نوبة جوع، يمكنه قتل موس بضربة واحدة من مخلبه. إنه لا يهاب البشر، بل يقاتل حتى نمرًا سيبيريًا.

الدب البني مع الأشبالالدب البني

الحيوانات المفترسة

نمر أوسوري (آمور)

نمور أوسوري فريدة من نوعها. لقد تكيفت مع فصول الشتاء الباردة والثلجية. هذه النمور أكبر حجمًا من نظيراتها الاستوائية. فراؤها باهت اللون، لكنه كثيف ودافئ جدًا. في البرية، لا يواجه النمر أعداءً تقريبًا، وهو مفترس قوي. هذا الحيوان أعزل في مواجهة البشر؛ فلا خفة الحركة ولا القوة تحميه من طلقة بندقية غادرة.

نمر آمورنمر أوسوري (آمور)

الوشق الأوراسي

هذا القط الجميل المرقط ذو الأذنين المنتفختين، والريش الرقيق، والذيل القصير، يصعب رؤيته في درب الغابة. لا يخاف الوشق من البشر، لكنه يعيش حياةً سرية. ينام نهارًا في وكرٍ منعزل، وفي المساء، عند الغسق، يخرج للصيد. فرائسه الأكثر شيوعًا هي الفئران والأرانب البرية والطيور، ولكنه يصطاد أحيانًا الثعالب وحتى الغزلان.

أشبال الوشقالوشق الرمادي

الذئب القطبي

الذئاب مشهورة بحراسة الغابات. يتميز الذئب القطبي عن نظرائه الرماديين بحجمه الكبير وفرائه الكثيف جدًا وطبقة تحتية مكتملة النمو. يتراوح لون فرائه بين الأبيض والأسود. أسنانه حادة وضخمة، مما يسمح له بصيد الحيوانات الكبيرة.

مجموعة من الذئاب القطبيةالذئب القطبي

ثعلب فضي

هذه الحيوانات الرقيقة متوسطة الحجم وثيقة الصلة بالثعلب الأحمر. فراؤها أسود، مائل للزرقة أو البني، وفي الشتاء يتحول إلى رمادي ضارب إلى الرمادي. يعتمد الثعلب الفضي في الصيد على حاسة سمعه الحساسة، مما يُمكّنه من تتبع القوارض بسهولة تحت طبقة سميكة من الثلج.

ثعلب فضي اللون بنيثعلب فضي

ولفيرين

حيوان تايغا غير مألوف ورشيق، ليلي في المقام الأول. يتميز الوشق بمهارة تسلق الأشجار والحفر والجري، كما أنه يتحمل البرد جيدًا. بعد غروب الشمس، يقطع مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا بحثًا عن جثة نصف مأكولة تخلى عنها قطيع من الذئاب أو النمور أو الدببة.

ولفيرين الشريرولفيرين

الحيوانات العاشبة

الرنة

لا تعيش قطعان الرنة البرية في سهوب التندرا فحسب، بل في غابات ألتاي أيضًا. رنة الغابات حيوانات مستقرة، لا تصعد إلى الجبال إلا في الصيف، حيث يبقى الهواء باردًا. فراؤها يعزلها جيدًا، وحوافرها متكيفة للتحرك بسرعة عبر الثلج. لا تشكل فصول الشتاء الثلجية أي خطر عليها، فقد تكيفت الرنة مع الحفر بين الانجرافات الثلجية بحثًا عن العشب الجاف أو الطحالب.

الرنة اليقظةالرنة

غزال المسك

غزال المسك حيوان صغير ذو حوافر متساوية الأصابع، يتمتع بقدرة قفز ممتازة. ميزته الفريدة هي غياب قرونه. للذكور أنياب حادة لترهيب منافسيها في المنافسة على الإناث.

رأس غزال المسكغزال المسك

أرنب الجبل

حياة أرنب الجبل محفوفة بالمخاطر. فهو ينجو من الحيوانات المفترسة بفضل خفة حركته ومكره وتمويهه الممتاز. يمكن للأرانب البرية أن تصل سرعتها إلى 50 كم/ساعة، وتنعطف بشكل حاد، وتربك مساراتها، وتقفز لمسافات طويلة لدرجة أن الحيوانات المفترسة تفقد رائحتها.

تمويه تلوين الأرنب الأبيضلعبة الأرانب البيضاء

السنجاب الطائر

من المثير للدهشة أن هذه المخلوقات الغريبة لا تعيش فقط في المناطق الاستوائية الحارة، بل أيضًا في التايغا السيبيرية. السناجب الطائرة هي الحيوانات الوحيدة التي تعلمت الانزلاق، حيث تلتقط بمهارة تيارات الرياح باستخدام طية جلدية تقع بين أرجلها الأمامية والخلفية.

السنجاب الطائر السيبيريالسنجاب الطائر

حيوانات غابات التايغا فريدة من نوعها. علينا احترام الطبيعة، والحفاظ على الغابة، وحماية الحيوانات. حينها، ربما تتاح لأحفادنا فرصة رؤية هذه الحيوانات، ليس فقط في حدائق الحيوان أو على صفحات الكتاب الأحمر، بل أيضًا في البرية.

تعليقات